بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
في هذا الموضوع إن شاء الله سأدرج كتال الأربعين النووية للإمام يحيى بن شرف النووي (أبوزكريا) المتوفى سنة 676ه (رحمه الله)
مع الشرح أعلم أن الموضوع قد يكون مألوف ولكن أعتبروه الطبعه الجديده ...
ملاحظة:
1-كتاب الأربعين نووية يتكون من 42 حديث وحديثان منهم ضعيفان وسيتم توضيح ذلك عما بعد إن شاء الله
2-أرجوا عدم كتابة رد شكر أو غيره لأن الموضوع كبير وسيكون على هيئة ردود فبعد الإنتهاء .. نسمع أرائكم ورأيكم وذلك لتناسق الموضوع
_____(مقدمة الإمام النووي)_______
الحمد لله رب العالمين ، قيّوم السماوات والأرَضينَ ، مُدَبِّرِ الخلائقِ أَجمعين ، باعِثِ الرُّسُلِ صلواتُ الله وسلامُهُ عليهم إلى المُكَلَّفين ، لهدايتهم وبيانِ شرائع الدِّين ، بالدلائل القطعية وواضحات البراهين ، أَحْمَدُهُ على جميع نِعمهِ ، وأسْألُهُ المزيدَ من فَضْلِهِ وكَرَمه ، وأَشْهَدُ أَنَّ لا إله إلا اللهُ الواحِدُ القهَّارُ ، الكريمُ الغَفَّارُ ، وأَشْهَدُ أَنَّ سيِّدنا محمَّدا عبدُه ورسولُه وحبيبُهُ وخليلُه أفضلُ المخلوقين ، المُكَرَّم بالقرآن العزيزِ ، المعجزة المستمرَّةِ على تَعاقُب الِّسنين ، وبالسنن المستنيرة للمسترشدين ، المخصوصُ بجوامعِ الكَلِمِ وسماحةِ الدين ، صلوات الله وسلامُه على سائر النبيين والمرسلين ، وآلِ كُلِّ وسائرِ الصالحين.
أمـــا بــعـــد : فقد روينا عن علي بن أبي طالب ، وعبد الله بن مسعود ، ومعاذ بن جبل ، وأبي الدرداء ، وابن عمر ، وابن عباس ، وأنس بن مالك ، وأبي هريرة ، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم ، من طرق كثيرات ، بروايات متنوعات ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : <(من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها بعثة الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء)>
وفي رواية: <(بعثة الله فقيها عالماً)>
وفي رواية أبي الدرداء: <(وكنت له يوم القيامة شافعاً وشهيداً)>
وفي رواية ابن مسعود: <(قيل له ادخل من أي أبواب الجنة شئت)>
وفي رواية ابن عمر: <(كتب في زمرة العلماء ، وحشر في زمرة الشهداء)>
*واتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف وأن كثرت طرقه ، وقد صنف العلماء - رضي الله عنهم - في هذا الباب ما لا يحصى من المصنفات. فأول من علمته صنف فيه عبد الله بن المبارك ، ثم ابن أسلم الطُّوسي العالم الرباني ، ثم الحسن بن سفيان النسائي ، وأبوبكر الآجري ، وأبوبكر محمد بن إبراهيم الأصفهاني ، والدارقطني ، والحاكم ، وأونُعَيم ، وأبوعبدالرحمن السُّلمي ، وأبو سعيد الماليني ، وأبو عثمان الصَّابُونيُّ ، وعبد الله بن محمد الأنصاري ، وأبوبكر البيهقي ، وخلائق لا يحصون من المتقدمين والمتأخرين.
وقد استخرت الله تعالى في جمع أربعين حديثاً اقتداءً بهؤلاء الأئمة الأعلام وحفاظ الإسلام ، وقد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ، ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث ، بل على قوله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحه: <(ليبلغ الشاهد منكم الغائب)> وقوله صلى الله عليه وسلم: <(نَضَّر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها)> ثم من العلماء من جمع الأربعين في أصول الدين ، وبعضهم في الفروع ، وبعضهم في الجهاد ، وبعضهم في الزهد ، وبعضهم في الآداب ، وبعضهم في الخطب ، وكلها مقاصد صالحة رضي الله عن قاصديها . وقد رأيت جمع أربعين أهم من هذا كله ، وهي أربعون حديثاً مشتملة على جميع ذلك ، وكل حديث منها قاعدةٌ عظيمة من قواعد الدين ، وقد وصفه العلماء بأن مدار الإسلام عليه ، أو هو نصف الإسلام أو ثلثه ، أو نحو ذلك ، ثم ألتزم في هذه الأربعين أن تكون صحيحه ، ومعظمها من صحيحي البخاري ومسلم ، وأذكرها محذوفة الأسانيد ، ليسهُل حفظها ويعم الإنتفاع بها إن شاء الله تعالى ، وينبغي لكل راغب في الآخرة أن يعرف هذه الأحاديث لما اشتملت عليه من المهمات ، واحتوت عليه من التنبيه على جميع طاعات ، وذلك ظاهر لمن تدبره وعلى الله اعتمادي وإليه تفويضي واستنادي ، وله الحمد والنعمة وبه التوفيق والعصمةُ.
أنتهى كلامه رحمه الله ...
في الرد التالي سنبدأ بالأحاديث وسيكون في كل رد حديث واحد مع الشرح والله ولي التوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
قال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}
{سورة:الممتحنة}