بسم الله الرحمن الرحيم
نعم هذا ماتبين لي بعد البحث في بحور الانترنت عن حكم الاناشيد واليكم أقوال العلماء في حكم الاناشيد :
سئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل يجوز للرجال الإنشاد الإسلامي؟
وهل يجوز مع الإنشاد الضرب بالدف لهم؟
وهل الإنشاد جائز في غير الأعياد والأفراح؟
فأجاب:
بسم الله الرحمن الرحيم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الإنشاد
الإسلامي إنشاد مبتدع مما ابتدعه الصوفية، ولهذا ينبغي العدول عنه إلى
مواعظ القرآن والسنة، اللهم إلا أن يكون في مواطن الحرب ليستعان به على
الإقدام والجهاد في سبيل الله فهذا حسن، وإذا اجتمع معه الدف كان أبعد عن
الصواب
( من فتاوى العقيدة ص 651 رقم 369 مكتبة السنة)
______________
كلام فضيلة الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله
في كتابه تصحيح الدعاء ص 93 تحت عنوان ( الذكر والدعاء بالشعر والإنشاد ):
من
المحدثات: التعبد بالأشعار في الأدعية والأذكار، فرادى او جماعة، ويسمونه
: (نظم الصوت) و ( السماع)، لتضليل العوام، ويقولون: السماع شبكة يصاد بها
العوام، حتى ترق القلوب، وتمتلئ بمحبة الله تعالى، وتحصل لهم منزلة (
السكر ) و (الغلبة)، وكل هذا أمر محدث مبتدع، ومن استبدال الأدنى بالذي هو
خير، ومن اتباع الظن والهوى، فهو جامع لعرض الشبهة والشهوة، فانظر كيف
يتلاعب الشيطان من جهة، والمتأكلون البطالون من جهة أخرى، بكثير من حطمة
الخلق، فيصرفونهم عن الأدعية والأذكار المشروعة الثابتة عن المعصوم صلى
الله عليه وسلم، وينشدون لهم هذه الأشعار على وجه التعبد بها ابتداعا في
دين الله، وهجرا للمشروع من سيد الانبياء والمرسلين
______________
قال الشيخ الألباني في كتابه تحريم آلات الطرب:
كلمة في الاناشيد الإسلامية:
فقد
تبين من الفصل السابع ما يجوز التغني به من الشعر وما لا يجوز. كما تبين
من قبله تحريم آلات الطرب كلها إلا الدف في العيد والعرس للنساء.
ومن
هذا الفصل الأخير أنه لا يجوز التقرب إلا الله تعالى إلا بما شرع الله،
فكيف يجوز التقرب إليه بما حرم؟ وأنه من أجل ذلك حرم العلماء الغناء
الصوفي.
واشتد انكارهم على مستحليه، فإذا استحضر القارئ في باله هذه
الأصول القوية تبين له بكل وضوح أنه لا فرق من حيث الحكم بين الغناء
الصوفي والأناشيد الدينية.
بل قد يكون في هذه آفة أخرى، وهي أنها قد
تلحن على ألحان الأغاني الماجنة، وتوقع على القوانين الموسيقية الشرقية أو
الغربية التي تطرب السامعين وترقصهم وتخرجهم عن طورهم، فيكون المقصود هو
اللحن والطرب، وليس النشيد بالذات وهذه مخالفة جديدة وهي التشبه بالكفار
والمجان.
وقد ينتج من ذلك مخالفة أخرى، وهي التشبه بهم في إعراضهم عن
القرآن وهجرهم إياه، فيدخلون في عموم شكوى النبي صلى الله عليه وسلم من
قومه كما في قوله تعالى: ( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن
مهجورا).
وإني لأذكر جيدا أنني لما كنت بدمشق قبل هجرتي إلى (عمّان)
بسنتين، أن بعضا الشباب المسلم بدأ يتغنى ببعض الأناشيد السليمة المعنى
قاصدا بذلك معارضة غناء الصوفية بمثل قصائد البوصيري وغيره، وسجل ذلك في
شريط، فلم يلبث إلا قليلا حتى قرن معه الضرب على الدف ثم استعملوه أول في
الأمر في حفلات الأعراس، على أساس أن (الدف) جائز فيها، ثم شاع الشريط
واستنسخت منه نسخ وانتشر استعماله في كثير من البيوت، وأخذوا يستمعون
إليها ليلاً ونهاراً بمناسبة وبغير مناسبة، وصار ذلك سلواهم وهجيراهم، وما
ذلك إلا من غلبة الهوى والجهل بمكائد الشيطان، فصرفهم عن الاهتمام بالقرآن
وسماعه فضلاً عن دراسته، وصار عندهم مهجوراً كما جاء في الآية الكريمة.
قال ابن كثير في تفسيرها 3/317 (يقول تعالى مخبراً عن رسوله ونبيه محمد
صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً)
وذلك أن المشركين كانوا لا يسمعون القرآن ولا يستمعونه، كما قال تعالى: (
وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه) فصلت:26.
فكانوا
إذا تلي عليهم القرآن أكثروا اللغط والكلام في غيره حتى لا يسمعوه، فهذا
من هجرانه وترك الإيمان به. وترك تصديقه من هجرانه، وترك تدبره وتفهمه من
هجرانه، وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه، والعدول
عنه إلى غيره من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من
غيره من هجرانه. فنسأل الله الكريم المنان القادر على ما يشاء أن يخلصنا
من سخطه ويستعملنا فيما يرضيه من حفظ كتابه وفهمه والقيام بمقتضاه أناء
الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يحبه ويرضاه إنه كريم وهاب)
وقبل ذلك في عنوان ( الغناء الصوفي والأناشيد الإسلامية) :
ذكر
الشيخ مقدمة طيبة في أنه لا يعبد إلا الله وحده ولا يعبد إلا بما شرع،
وهذه من مقتضيات المحبة والتي يجد بها العبد حلاوة الإيمان.
ثم
قال: إذا عرف هذا فإني أرى لزاما عليّ انطلاقاً من قوله صلى الله عليه
وسلم: " الدين النصيحة" أن أذكر من ابتلي من إخوننا المسلمين - من كانوا
وحيثما كانوا - بالغناء الصوفي أو ما بما يسمونه ب(الأناشيد الدينية)
اسماعاً واستماعاً بما يلي:
- أن الغناء المذكر محدث لم يكن معروفا في
القرون المشهود لهم بالخيريه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( البدعة أحب
إلى ابليس من المعصية، ولهذا من حضر السماع للعبٍ أو لهوٍ لا يعده من صالح
عمله، ولا يرجو به الثاواب.
- وأما من فعله على أنه طريق إلى الله تعالى فإنه يتخذه دينا ورأى أنه قد انقطع عن الله، وحُرم نصيبه من الله إذا تركه.
فهؤلاء
ضلال باتفاق علماء المسلمين، ولا يقول أحد من الأئمة أن اتخاذ هذا ديناً
طريقا إلى الله أمر مباح، بل من جعل هذا ديناً وطريقاً إلى الله تعالى فهو
ضال مضل، مخالف لإجماع المسلمين.
ومن نظر إلى ظاهر العمل وتكلم عليه،
ولم ينظر إلى فعل العامل ونيته، كان جاهلا متعلما في الدين بلا علم) اه من
مجموع الفاوى (11/621-623)
ثالثا: لا يجوز التقرب إلى الله بما لم يشرعه، ولو كان أصله مشروعا كالأذان لصلاة العيدين.
هذا
فيما أصله مشروع فكيف بما يحرم وما فيه مشابهة للنصارى ممن قال الله عنهم:
( اتخذوا دينهم لهوا ولعبا ) وبالمشركين الذين قال الله تعالى عنهم: ( وما
كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية )، والمكاء الصفير والتصدية التصفيق.
- قال الشافعي: تركت بالعراق شيئا يقال له: التغبير أحدثته الزنادقة يصدون به الناس عن القرآن.
- وسئل عنه أحمد فقال : بدعة
- وفي رواية أنكره ونهى عن استعماله.
والتغبير شعر يزهد في الدنيا، يغني به مغن فيضرب الحاضرين بقضيب على نطع أو مخدة على توقيع غنائه كما قال ابن القيم وغيره.
وقال ابن تيمية في المجموع 11/570:
(
وما ذكره الشافعي من أنه من احداث الزنادقة فهو كلام إمام خبير بأصول
الدين، فإن هذا السماع لم يرغب فيه ويدعو إليه في الأصل إلا من هو متهم
بالزندقة كابن الراوندي، والفارابي وابن سينا وأمثالهم. كما ذكر أبو
عبدالرحمن السلمي في مسأله السماع).
وقال شيخ الإسلام أيضا:
( وقد
عرف بالاضطرار من دين الإسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لصالحي
أمته وعبادهم وزهّادهم أن يجتمعوا على استماع الأبيات الملحنة، مع ضرب
الكف أو ضرب بالقضيب أو الدف. كما لم يبح لأحد أن يخرج عن متابعته واتباع
ما جاء به الكتاب والحكمة، لا في باطن الأمر ولا في ظاهره ولا لعامي ولا
لخاصي)
ثم قال شيخ الإسلام ص573-576:
( ومن كان له خبرة بحقائق
الدين وأحوال القلوب ومعارفها وأذواقها ومواجيدها، عرف أن سماع المكاء
والتصدية لا يجلب للقلوب منفعة ولا مصلحة إلا وفي ضمن ذلك من الضرر
والمفسدة ما هو أعظم منه)
وقال فضيلة الشيح: محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في محاضرة له مسجلة في شريط بعنوان ( حكم الأناشيد الإسلامية) :
(...
العالم الإسلامي فعلا استيقظ من غفلته ومن نومته العميقة الطويلة أخذ يعود
إلى الإسلام، رويداً رويداً. وانتبه أصحاب المصالح بأن هناك أحكاما تخالف
الشريعة فأخذوا يبررونها ويلونونها ومن ذلك يسمونها بغير اسمها، فيجب أن
ننتبه لهذه الحقيقة، من تغيير الحقائق بتغيير الأسماء، منها الأناشيد
الإسلامية.
- لا يوجد في الإسلام طيلة أربعة عشر قرنا، أناشيد تسمى بالأناشيد الإسلامية.
هذا
من مخترعات لعصر الحاضر، تسليك لما كان سالكا في طيلة القرون الماضية،
ولكن مع إنكار طائفة من كبار العلماء لذلك الأمر السالك، وهو أغاني
الصوفية في مجالسهم التي يسمونها بمجالس الذكر.
______________
كلام فضيلة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ :
أما
سماع الألحان المطربة والقصائد الزهديات فهذا هو الذي كان يسمى في العصر
الأول بالتغبير كان بنوع ضرب على الجلود، وفيه إنشاد للقصائد الزهدية،
استعمله طائفة من الصوفية من أجل اشغال الناس بالقصائد التي تحث على الدار
الآخرة وتزهد في الدنيا عن الغناء والفجور.
والعلماء أنكروا التغبير
وأنكروا سماع القصائد الملحنة يعني بألحان مبتدعة، الألحان التي يستخدمها
أهل التصوف بما يشبه الغناء. ورأوا ذلك من البدع المحدثة. ووجه كون ذلك
بدعة ظاهرة، لأنه يقصد به التقرب إلى الله، ومعلوم أن التقرب إلى الله لا
يكون إلا بما شرع، وهذه القصائد على هذا النحو الذي كان يلقى في الماضي،
ويلقيه المتصوفة في الحاضر، هذا مبتدع محدث لا يجوز ترقيق القلوب به.
____________________
كثر الحديث عن الأناشيد الإسلامية، وهناك من أفتى بجوازها، وهناك من قال إنها بديل للأشرطة الغنائية فما رأي فضيلتكم؟
فأجاب فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
هذي
التسمية غير صحيحة، وهي تسمية حادثة فليس هناك ما يسمى بالأناشيد
الإسلامية في كتب السلف ومن يعتقد بقولهم من أهل العلم، والمعروف أن
الصوفية هم الذين يتخذون الأناشيد دينا لهم وهو ما يسمونه بالسماع، وفي
وقتنا لما كثرت الأحزاب والجماعات، صار لكل حزب أو جماعة أناشيد حماسية قد
يسمونها بالأناشيد الإسلامية، هذي التسمية لا صحة لها، فلا يجوز اتخاذ هذه
الأناشيد وترويجها بين الناس، وبالله التوفيق.
____________________
يقولون
( إن كثيرا من الشباب الذين كانت حياتهم مليئة بالفجور، وسماع الغناء،
وعند سماعهم الأناشيد حصلت لهم توبة وإنابة، واهتدى خلق منهم بهذه الطريقة
التي تنكرونها علينا)
وأدع الجواب هنا لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فقد سئل عن مثل هذا فأجاب جوابا طويلا اختصره لك هنا بعد ايراد السؤال:
سئل
عن جماعة يجتمعون على قصد الكبائر: من القتل وقطع الطريق، والسرقة وشرب
الخمر، وغير ذلك. ثم أن شيخا من المشايخ المعروفين بالخير واتباع السنة
قصد منع المذكورين من ذلك، فلم يمكنه إلا ان يقيم لهم سماعا يجتمعون فيه
بهذه النية، وهو بدف بلا صلاصل وغناء المغني بشعر مباح بغير شبابة، فلما
فعل هذا تاب منهم جماعة. وأصبح من لا يصلي ويسرق ولا يزكي، يتورع الشبهات،
ويؤدي المفروضات ويجتنب المحرمات، فهل يباح هذا السماع لهذا الشيخ على هذا
الوجه لما يترتب عليه من مصالح؟ مع أنه لا يمكن دعوتهم إلا بهذا؟
فأجاب رحمه الله تعالى بجواب جاء فيه:
الحمد لله رب العالمين
أصل
جواب هذه المسألة وما أشبهها: أن يعلم أن الله بعث محمدا صلى الله عليه
وسلم بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا، وأنه
أكمل له ولأمته الدين، وبشر بالسعادة لمن أطاعه، والشقاوة لمن عصاه، وأمر
الخلق أن يردوا ما تنازعوا فيه من دينهم إلى ما بعثه الله به كما قال
تعالى: ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله)
وشواهد هذا الأصل
العظيم الجامع كثيرة وترجم عليه أهل العلم في الكتب (كتاب الاعتصام
بالكتاب والسنة) وكان السلف كمالك وغيره يقولون: (السنة كسفينة نوح من
ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق) وقال الزهري: (كان من مضى من علمائنا
يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة).
إذا علم هذا فمعلوم إنما يهدي به الله
الضالين ويرشد به الغاوين، ويتوب له على العاصين، لا بد أن يكون فيما بعث
الله به رسوله من الكتاب والسنة، وإلا فإنه لو كان ما بعث الله به الرسول
صلى الله عليه وسلم لا يكفي في ذلك لكان دين الرسول ناقصا، محتاجا تتمة..
والعمل إذا اشتمل على مصلحة ومفسدة فإن غلبت مصلحته على مفسدته شرعه، وإن غلبت مفسدته على مصلحته لم يشرعه، بل نهى عنه
وهذا
ما يراه الناس من الأعمال مقربا إلى الله، ولم يشرعه الله ورسوله: فلا بد
أن يكون ضرره أعظم من نفعه، وإلا فلو كان نفعه أعظم غالبا على ضرره لم
يهمله الشارع.
فإنه صلى الله عليه وسلم حكيم، لا يهمل مصالح الدين، ولا يفوت المؤمنين ما يقربهم إلى رب العالمين.
إذا
تبين هذا فنقول للسائل: إن الشيخ المذكور قصد أن يتوب المجتمعون على
الكبائر، فلم يمكنه ذلك إلا بما ذكره من الطريق البدعي. يدل على أن الشيخ
جاهل بالطرق الشرعية التي بها تتوب العصاة أو عاجز عنها، فإن الرسول صلى
الله عليه وسلم والصحابة والتابعين كانوا يدعون ما هو أشر من هؤلاء من أهل
الكفر والفسوق والعصيان بالطرق الشرعية التي أغناهم الله بها عن الطرق
البدعية.
فلا يجوز أن يقال: (أنه ليس من الطرق الشرعية التي بعث الله
بها نبيه ما يتوب به العصاة، فإنه قد علم بالاضطرار والنقل المتواتر أنه
قد تاب من الكفر والفسوق والعصيان من لا يحصيه إلا الله تعالى من الأمم
بالطرق الشرعية، التي ليس فيها ما ذكر من الاجتماع البدعي، بل السابقون
الأولون من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم باحسان -وهم خير أولياء
الله المتقين من هذه الأمة- تابوا إلى الله جميعا بالطرق الشرعية، لا بهذه
الطرق البدعية، وأمصار المسلمين وقراهم قديما وحديثا مملوءة ممن تاب إلى
الله واتقاه، وفعل ما يحبه الله ويرضاه بالطرق الشرعية، لا بهذه الطرق
البدعية...) إلى آخر ما ذكره رحمه الله تعالى ويحسن مراجعته فإنه مهم جدا.
الفتاوى(11/620-625)
______________
فضيلة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فضيلة
الشيخ كثر في الآونة الأخيرة الحديث عما يسمى بالأناشيد الإسلامية، والناس
بين مؤيد لها ومعارض، نرجو من فضيلتكم إعطاءنا قولا مفصلا في هذا الموضوع،
وما نصيحتكم لمن يربي الناشئة على هذه الأناشيد، ويحثهم على الاستماع
إليها، ويقول بأنها أحسن من الأغاني، أفيدونا في هذه المسألة؟ وجزاكم الله
خيرا
ج. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
ما
يسمونه بالأناشيد الإسلامية بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار،
كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم يذهبون فيها مذهب الصوفية في
سماعهم، وللشيخ ابن القيم كلام كثير في نقدهم، منه شعر ومنه نثر، وكذلك
ابن الجوزي في كتابه "نقد العلم والعلماء" وللشيخ حمود التويجري رحمه الله
رسالة في التمثيل، وأظنه تعرض لذكر الأناشيد، وحكى ابن الجوزي في كتابه
المذكور سابقا عن الشافعي أنه قال: ( خلفت أقواما من الزنادقة بالعراق
أحدثوا شيئا يسمونه التغيير يلهون به الناس عن القرآن) انتهى.
وهؤلاء
يسمون المغيّرة عندهم أناشيد في الزهد، يزعمون بأنهم يغيرون بها أحوال
الناس أي يرغبونهم في الزهد والعبادة، ويحذرونهم من الغفلة، وقد سماهم
الشافعي زنادقة، وذكر أنهم يلهون الناس بتلك الأناشيد، وهؤلاء دخلت عليهم
الأناشيد من النحلة الصوفية، التي ينتحلها حسن البنا وأخذ به البيعة، ثم
انتقلت إلى أتباعه بطريقة الوراثة والمتابعة، فمن كان من أهل البدع، كان
وارثا لأهل البدع، وحشر معهم، ومن كان من أهل السنة، كان وارثا لأهل السنة
وحشر معهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لذلك الرجل الذي سأله عن
الساعة، قال له:" ما أعددت لها" قال ما أعددت لها كثير عمل إلا أني أحب
الله ورسوله قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أنت مع من أحببت"، فمن كان
يحب الله ورسوله، ويحب الصحابة ويأخذ بالسنة، وهي الطريقة التي كان عليها
الصحابة، ومن كان يحب المبتدعة فسيحشر معهم، قال الله عز وجل: ( احشروا
الذين ظلموا وأزوجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط
الجحيم وقفوهم إنهم مسؤولون، ما لكم لا تناصرون بل هم اليوم مستسلمون)
(الصافات:22-26) ومعنى أزواجاهم: أشكالهم، فكل شكل يضم إلى شكله فالمشركون
يضمُّون إلى المشركين، والمبتدعون يضمون إلى المبتدعين، فالخوارج الذين
يرون الخروج على الولاة المسلمين، ويكفرون بالكبيرة، ويخلدون بها في
النار، يضمُّون إلى أشكالهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في
الخوارج: "أنهم كلاب النار"، وقد روى عبدالله بن أحمد بن حنبل في كتاب
السنة له رقم الأثر 1509 ج2 ص634 حدثني أبي حدثنا أبو كامل حدثنا حماد
يعني ابن سلمة عن سعيد بن جهمان قال: كانت الخوارج تدعوني حتى كدت أن أدخل
معهم، فرأت أخت أبي بلال في النوم أن أبا بلال كلب أهلب -أي كثير الشعر-
أسود عيناه تذرفان فقالت بأبي أنت يا أبا بلال ما شأنك هكذا قال جُعلنا
بعدكم كلاب النار، وكان أبو بلال من رؤوس الخوارج، انتهى. والمهم أن كل
نحلة يجمعون مع من هم مثلهم، ثم يساقون إلى النار، وأصحاب السنة، ومتبعو
الأثر الذين يمشون مع الدليل، فيسيرون معه حيث سار، ويقفون معه حي وقف،
هؤلاء يكونون مع نبيهم وأصحاب نبيهم حتى يدخلون الجنة، فيا معشر الشباب لا
يغرنكم الغرارون، ويمكر بكم المكارون فيحرمونكم من السنة، يحرمونكم
استنشاق عبيرها، والاستظلال بظلها، والشرب من رحيقها، بالله عليكم ارحموا
أنفسكم، عودوا إلى ربكم، وإلى منهج نبيكم، ففيه الخير، وفيه النجاة، وما
سواه ضلال ووبال، هذه نصيحتي لكم، فاقبلوها إن شئتم أو ارفضوها، فأنا
متأكد أنكم ستندمون إن رفضتموها، قال الله تعالى: (ويوم يعض الظالم على
يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا
خليلا، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا)
(الفرقان:27-29)، أما الذين يدعونهم إلى هذه البدع، فيكفيهم أنهم دعاة إلى
النار. وأما قولهم أنها أحسن من الأغاني فأقول: إن الأغاني معصية والمصر
عليها فاسق، والأناشيد بدعة والمصر عليها مبتدع، والفاسق أخف شرا من
المبتدع لأن الفاسق يعلم أنه على خطأ وربما يعود يوما ما، أما المبتدع
فيظن أنه على حق وعلى خير، فلذلك تجده مستمرا على ما هو عليه حتى الموت
إلا من شاء الله إنقاذه ويسر له من يبصره، وهداه للتوبة والرجوع إلى الله
فهو يتوب وهذا الذي قلناه هو يحكم الغالب، والله من وراء القصد.
وفي سؤال آخر عن التمثيل كان من ضمن ما قاله الشيخ حفظه الله:
ثانيا:
الأناشيد، فنحن نقول: إن الشعر غير المبتذل، والذي يكون فيه تشجيع على
الجهاد، وإغراء بالفضائل وإشادة بالفضلاء، أو منع من الرذائل، وتنقص
لأصحابها، والذي لا ينتهك فيه عرض المسلم بغير الحق، ولا يكون فيه اطراء
بغير حق، هذا النوع من الشعر كان يقال عند النبي صلى الله عليه وسلم
فيسمعه وقد سمعه في مسجده، لذلك فنحن نقول: إذا كان شعر الأناشيد من هذا
القبيل، وغناه شخص واحد، وكان ذلك في بعض المناسبات غير مستكثر منه، ولا
منشغل به عما هو أهم، فلا مانع أما إن اتخذ ديدنا، ولحنه ملحن، وتابعه
فرقة، فقالوا بصوت جماعي، فهذا فيه ثلاث بدع:
الأولى: بدعة التلحين: وهو تكسير الصوت على نغمة موسيقية.
الثانية: بدعة الاجتماع على إنشاده، لأن السلف لم يكن عندهم ذلك.
الثالثة:
أننا لا نعلم أحدا يدين الله تعالى بالغناء إلا الصوفية، وإني أخشى إن طال
الزمان بعد ذلك أن يتخذوا الغناء عبادة، وقد بدأ الصوفية الغناء بتلحين
أشعر الزهد، والتشويق إلى الجنة ثم أضافوا إليه الطقطقة قال الشافعي رحمه
الله تعالى: ( خلّفت بالعراق شيئا أحدثته الزنادقة، يسمونه التغيير يشغلون
به الناس عن القرآن) انتهى. قال ابن الجوزي بعد أن نفل عن الشافعي ما سبق،
وقد ذكر أبو منصور الأزهري المغيّرة، وهم قوم يغيرون بذكر الله بدعاء،
وتضرع، وقد سموا ما يطربون فيه من الشعر في ذكر الله عز وجل تغييرا"
انتهى. وقال الزجاج:" سُموا مغيرين بتزهيدهم الناس في الفاني وترغيبهم في
الآخرة" انتهى. وروى أبو الحارث عن الإمام أحمد أنه قال: " التغيير بدعة"
فقيل له: إنه يرقق القلوب، فقال:" إنه بدعة" انتهى. وروى عنه يعقوب
الهاشمي:" التغيير بدعة محدثة" انتهى. وروى عنه يعقوب بن بختان: " أكره
التغيير" انتهى. وأنه نهى عن استماعه، وروى عنه اسماعيل بن اسحاق الثقفي
أنه سئل عن استماع القصائد فقال: "أكرهه وهو بدعة ولا يجالسون" انتهى من
المنتقى النفيس من تلبيس ابليس لابن الجوزي ص298 وما بعدها...
إذا علم
هذا، فإني أخشى إن طال بالناس الزمان أن ينقلهم الشيطان إلى اتخاذه عبادة،
وأن يخلطه لهم بغيره من المحرمات، كالضرب ، والرقص كما فعل ذلك مع
الصوفية، أعاذنا الله تعالى مما ابتلاهم به وصلى الله على نبينا محمد وعلى
آله وصحبه.
( من كتاب الفتاوى الجليه عن المناهج الدعوية لفضيلة الشيخ أحمد بن يحيى النجمي)
منقووووووووووووووووول